لا تأخُذْ بلحْيَتي
عَتَبة :
ذاتُ الحبْلِ الذي أنْتشلُكَ به , قدْ أطوّقُكَ به و أخْنُقُك .
1 -
الحبْلُ بريء .
2 -
صَديقي اللدود لَه لحْيَة كثيفَة كغاباتِ
الأمازون , و ضميرٌ خفيفٌ كشُعَيراتِ رجلٍ على وشَك الصلَع .
3 -
أصيحُ فيه بغَضَب : " اللحْيَة وقار "
. فيردّ ببرود و الخُبْثُ يلمَعُ في عينيه : " اللحْيَة شَعرٌ لا بدّ منْه " .
4 -
يُؤمنُ كثيرًا أنّ اللحيَة طريقٌ سريعٌ
خالٍ منَ المطبّات , و ليسَ على جانبيه نقاطُ تفتيشٍ أو مُرورٌ سريّ .
5 -
و يُؤمنُ أكثَر أن اللحيَة سنّارة صيدٍ جيّدة الصنْع , و أن
المجتمَعَ بحيْرةٌ كبيرة مليئَةٌ بالأسماكِ الطيبة المُخْتنقة بهواء السذاجة و المخدوعَة بطُعْم الفضيلَة .
6 –
إنه بدينٌ لوَفْرةٍ في الأسْماك و البُحيرات .
7 –
و يؤمنُ أيضًا حَدّ الزنْدقة أنَ اللحيَة
كالأعشاب , إذا لمْ تنفَع فإنها لا تَضرّ , في مجْتمعٍ
يرْضعُ السذاجَة ليلَ نهار و يزْدحمُ حولَ عيادة دجّالٍ شعْبي
أكثر من ازدحامه أمام عيادة طبيبٍ قضى ريعانَ شبابِه يسْرحُ و يمْرحُ في ردَهاتِ كمبرِدْج !!
8 –
يعْتقدُ أنّ اللحيةَ كرْسيّ كهربائيّ مُتحرّك في
مجتمعٍ أعْرج لا يقْوى على تحْريك ساقَيه دونَ عكازةٍ خشبيّة .
9 –
لحْيتُه محليّة الصنْع و الاستهلاك , لذلك بعد
َ أن يتجاوزَ حدودَ الوطن / الفضيلة , فإنه يمْنحُها إجازَة مفْتوحَة بعدَ موسمٍ مزْدحمٍ بأعمالِ الفضيلة .
10 –
ذلك الشعْرُ الأسودُ المتدلي منْ ذقنه و
عارضَيه كمْ يُشبهُ النباتاتِ آكلة اللحوم . منْظرها
جميلٌ يُغريكَ بالاقتراب , ما إنْ تقتربُ منها حتى تبْتلعُك .
11 –
لا تَقفْ طويلًا أمامَ واجهة المحلّ منبهرًا
بأضوائها , ادخُلْ فلربّما وجدت في الداخل بضاعَةً مُزْجاة , أو بائعًا يحْترفُ النصبَ على ال××××ائن .
12 –
في الغرْب عندما تَقومُ الصحُف بجولةٍ على
الفنادق لتقييمها ؛ لا تكتفي بالمظْهر الخارجيّ للفندق , بلْ
تَلجُ إلى أماكنَ ليستْ في الحسْبان , كالحماماتِ مثلا , تُعاينها
و تقفُ على مدى نظافتها ثم تضعُ التقييم بناءً على نظافة الحمام .
13 –
أنتَ أيضًا لا تكتفِ بالمظهر الخارجي
ّ الفاتن , ادخلْ إلى الضمير و عايِنْ نظافتَه ثمّ ضعْ تقييمك الخاص بك .
14 –
إذا دخَلْتَ و لمْ تجد الضمير أو وجدتَ مكانَه فارغًا
فتذكّرْ أن ثمّة عقودًا وهميّة و شيكاتٍ بلا أرصدة .
15 –
يقفُ صديقي اللدود أمامَ المرآة يشذّبُ و يُهذّبُ
لحيتَه , أراقبُه و لا ألومُ المرآة حينَ لا تُخبره أنّ ضميره بحاجَة للتهذيب و التشذيب فهي لا تراه .
16 –
نور الدين عاملٌ بنغلاديشيّ يعملُ في بقالةٍ
صغيرة , كلما قابلتُه اشتكى من أنّ صديقي لمْ يُعطه حقّه لخمسة
أشهرٍ فائتة . ترى ألأنه لا يستدينُ مكائنَ جيليت يُبيحُ لنفسه غَمْطَ حقوق الناس ؟؟
حسنًا يا نور الدين ..
لقدْ رآكَ مُلتحيًا فظنّك تُشْبهه ..
أنتَ أيضا رأيته ملتحيًا فظننته يُشبِهك ..
17-
لمْ يُخطئ أحَد !!
18 –
صديقي نور الدين ..
لقد اتبعْتَ ارشاداتِ الطريق بحذافيرها .
رأيتَ لوحَةً ترشدكَ أن ثمّة مستشفى قريب .
دلفتَ المستشفى واثقًا من الشفاء و ناسيًا أنّ به
بعضَ الأطباء ممنْ يضمنونَ دوامًا يوميًّا لعزائيل
و يضمنون أيضًا أمنًا وظيفيّا لحارس ثلاجاتِ الموتى !!
19 –
كل الذينَ تشبثوا بلحيَة صديقي غَرقوا
حينَ وجدوها لحيَةً مسْتعارة بلا جذورٍ ثابتة .
20 –
إنها لحيَة قدْ أُطيلتْ لأغراضٍ غير مشروعَة , كحجْبِ الرؤيَة مثلًا !!
بقلم : علي عكور