لم يمر مشهد وفاة صديقة أم فهد بخطأ طبي مرور الكرام، بل ترك في نفسها جرحاً غائراً لم يندمل، حتى أطلقت موقعاً إلكترونياً يتصدى للأخطاء الطبية، ويهدف لنشر الثقافة الصحية والاستشارات القانونية مجاناً، عندها بدأت جراح المعلمة السعودية والناشطة الاجتماعية في مدينة الرياض أم فهد، تلتئم شيئاً فشيئاً، خصوصاً وهي ترى الإقبال الكثيف على موقعها.
وتقول أم فهد: «رأيت صديقتي تموت أمام عيني، وعلى مرأى من الجميع بسبب خطأ طبي، ثم شاهدت أسرتها تتدهور نفسياً ومعنوياً بين ليلة وضحاها، ولم أستطع فعل شيء حيالها، فالأخطاء الطبية زادت في الفترة الأخيرة، وأصبحت تشكل هاجساً لدى الجميع».
وكشفت أم فهد أن الدراسات الاستطلاعية الميدانية التي أجرتها حول الإهمال الصحي خلصت إلى أن ازدحام المواعيد بالمستشفيات السبب الرئيس في مضاعفة الأعراض الجانبية للمريض وللأخطاء الطبية، مشيرة إلى أن المواطن يحتاج إلى توعية وانضباط في العلاج والمواعيد و«هذا ما نفتقده».
وأوضحت أن موقعها «حقائق طبية ساخنة» يهدف إلى تحويل المواطن إلى مستشار قانوني في المنطقة التي يسكن فيها، ولا يقتصر على فئة معينة من الناس بل لجميع الفئات، لكن الاهتمام ينصب على المرضى، مؤكدة أن الاستشارات القانونية تقدم مجاناً، إذ يوجد اتفاق مبرم مع مستشارين قانونيين بدعم من الشبكة القانونية السعودية، ولا يحصل من المشتكي على أي مبلغ كدفعة أولى، بل بعد كسب القضية يحصل المستشار القانوني على نسبة معينة، ويراعى منها الأسر المحتاجة.
وترى أم فهد أن أكثر المشكلات التي تواجهها عدم التفريق بين الخطأ الطبي المحسوب على الطبيب، والخطأ الطبي غير المحسوب على الطبيب، لافتة إلى أن قرار اللجنة الشرعية يعد الفيصل في القضية، ومؤكدة أن أنظمة وزارة الصحة واللجنة الشرعية في مجال الأخطاء الطبية عادلة، وتعطي كل ذي حق حقه وتعاقب المتسبب.
الموقع
http://www.s7tk.net/