رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى الملك خالد الجامعي: ثقافتنا الجنسية شفاهية وشركات تبيع الوهم لعلاج ضعف الانتصاب

قال الدكتور داني رباح رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى الملك خالد الجامعي ومدير برامج التدريب الجراحي والمتخصص في طب الإنجاب إن المعلومات عن الجنس والعلاقة بين الذكر والأنثى دائماً ما تكون شفاهة عن طريق الأصدقاء أو غيرهم في ظل غياب تام للأهل والأسرة، مما يوقع في كثير من الأخطاء، وهنا شدد رباح على وسائل الإعلام القيام بواجبها في هذه الناحية.
ونفى رباح خلال استضافته في ملتقى إعلاميي الرياض مقولة - أن الأكلات البحرية مقوية جنسياً – وقال: "من المؤسف حقاً أن الرجل في المجتمع السعودي هو الأكثر من غيره في المجتمعات الأخرى في العالم تفكيراً في الجنس، وأما بالنسبة للمؤثرات في الطعام والشراب وفكرة الإستكوزا، والجمبري، وكذلك الكفيار والجرجير، فهذه جميعها كذبة لا صحة لها وهي لا تؤثر على الرجل في اتصاله الجنسي".
وشن حملة شعواء على بعض المراكز الطبية التي تسعى لاستغلال المريض الجنسي، قائلا: "إنها عملية تجارية بحتة لديهم، وهذه مشكلة أخلاقية؛ لأن كل طبيب مسؤول أمام رب العالمين ثم مسؤولاً أمام نفسه عن مرضاه، لكن الأخلاقيات غير موجودة، فبعض المراكز الطبية تطالب الطبيب بعدد معين من الحالات لديه، ومبيعات أدوية من صيدلياتها فيذهب مريض الضعف الجنسي ضحية لهم".
وفيما يتعلق بسرعة القذف عند الرجل، قال: "هو مشكلة سلوكية وبالتالي لابد أن يكون علاجه سلوكياً، وأفضل طريقه للعلاج السلوكي هو التواصل بين الزوجين، بمعنى آخر لا ينفع أن يذهب الرجل إلى العيادة لوحده دون زوجته، حيث نجد بعض الرجال عنده سرعة القذف مع الزوجة الأولى ويتأخر مع الزوجة الثانية، لذلك المشكلة في طريقة الممارسة الجنسية وهذه تتطلب من الزوجين في الجماع تفاهم الأمر بشكل صحيح، ولابد للشخص المصاب بذلك أن يتعامل مع هذا الأمر بشكل نفسي مثل أن يفكر أثناء الجماع بمشكلة عالقة بذهنه؛ لأن التفكير في القذف يأتي بطريقه سريعة، وهناك طريقه يتم فيها تعليم الزوجة كيفية معالجة الأمر مع زوجها ليتسنى لهما الاتصال بشكل مريح ومرض للطرفين، والطريقة الثانية: أن بعض الناس عندهم الجلد حساساً فنعطيهم دواء عبارة عن كريم يضعونه على القضيب ليتم تأخير عملية القذف، ولكنه مشكلته أنه مع الوقت يسبب نوعاً من البرود عند الرجل، وهناك أحد مشتقات "الأكتف برنسس" الذي على وشك أنه يأخذ موافقة من "FJ" من أمريكا وربما ينزل إلى الأسواق خلال المرحلة المقبلة، والذي صمم خصيصاً لموضوع سرعة القذف".
وعن تأثير ضعف الحيوانات المنوية في الإنجاب، أجاب: "لابد من أن أوضح مسألة مهمة جداً، أن موضوع الضعف، القدرة الجنسية، الإنجاب، هذه المواضيع منفصلة عن بعضها تماماً ولا توجد أي علاقة بينهما، ويمكن أن تجد الرجل عنده ضعفاً في الانتصاب لكن مع ذلك يستطيع الإنجاب مع القذف في بداية المهبل ويصير هناك حملاً والعكس صحيح، تجد أحد الأشخاص قادراً على الانتصاب، ولكن لا يكون عنده قدره على الإنجاب".
وشدد رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الملك خالد الجامعي على أن التدخين سبب رئيسياً في ضعف الانتصاب، وفي ضعف القدرة على الإنجاب، مبيناً أن الدخان سبب رئيسي في تصلب شرايين القلب وكل ما يؤدي إلى تصلب شرايين القلب يعمل تلقائياً على تصلب شرايين العضو الذكري الذي هو في حاجة إلى الدم، وإذا الدم لم يصله فلا يكون هناك انتصاباً، وقال: "إن الرياضة من الأشياء الرئيسية التي تساعد على الانتصاب بشكل فعال".
وحول ما يشاع عن أدوية الانتصاب وكثرة استخدامها، قال الدكتور رباح: "هي أربعه أدوية، الفياجرا، السنافي، السيالس، اللفيترا، وقد أجرت شركه "بايرسوت" بحثاً حول مبيعاتها للفيترا، ووجدت أن 50% ممن يبتاعون للفيترا عمرهم تحت 30، بينما في الغرب يباع للناس الذين عمرهم 30 بنسبة 5% وهذا يدل على أن الشركة تلعب بالأرقام، وتقول الشركة إن الشعب السعودي يصاب بالضعف في سن مبكر وهذا كلام خاطئ، ويستخدم اللفيترا كترفيه وهذا غير صحيح، والخطأ الأكبر أن الصيدليات الخاصة تقوم بصرف هذه الأدوية بغير رقيب ٍولا حسيب وبكميات لكل من يريد وهذا ليس من صلاحية الصيدلي، حيث أن وزارة الصحة لديها ضوابط وقوانين محددة.
وأضاف: "هذه الأدوية صنعت للناس الذين لديهم أمراض عضوية وليست أمراض سلوكية أو نفسية".
وأشار إلى أن أمراض المسالك البولية موضوع متشعب، فهي تصيب الرجال والنساء سواء الشباب أو الأطفال، ومنها مشاكل البروستات عند الرجال، ومشاكل الضعف الجنسي والانتصاب، ومشاكل القدرة على الإنجاب، وبين أن أكثر المواضيع الشائكة بين الرجال هي البروستات فعندما يسمع الشخص عن مشكلة البروستات يبدأ الخوف يدب في قلبه وللأسف فإن غالبية الأطباء مقصرين، وكذلك الجانب الإعلامي لأن كلمه "بروستات" تُعطي حجماً غير مناسب بينما الواقع أن كل شخص منا لديه البروستات، وهي عبارة عن غدة موجودة منذ الولادة تبدأ بحجم حبه الحمص الصغيرة ثم تتضخم في عمر الشباب مابين سن 20-30 سنة حتى تكون بحجم حبه المشمش الصغيرة ومع العمر تبدأ الغدة في التضخم شيء فشيئاً، والغدة لها وظيفة أساسية في الجسم وهي إنتاج السائل المنوي الذي يختلط بالحيونات المنوية، ويتم قذفه وقت الممارسة الجنسية، فهي عضو أساسي في الجسم ولا بد من وجوده".
ويستطرد الدكتور رباح: "في المجتمعات الغربية يطلقون عليها مسمى (قلب الرجل الثاني)، وللأسف لدى المجتمع العربي ضعف ثقافي في هذا الجانب وعدم فهم حقيقي لتلك الغدة، ويأتي المريض ليؤكد دون معرفة أمام بعض الأطباء بأن لديه بروستات وبعض الأطباء للأسف يسيء استخدام التشخيص هذا بل يزيد الطين بله عند المريض، مما يولد خوفاً في غير محله.وأوضح أن هناك ثلاثة أمراض رئيسية تصيب البروستات، وهي التهاب البروستات، والتضخم الحميدي وسرطان البروستات، فالمشكلة الأولى- كما شرح- تصيب الشباب عادة بالتهابات بولية أو التهابات جنسية تصيبهم على مراحل حياتهم وتؤدي إلى آلام في منطقة الحوض والعان والخصية والعضو الذكري في أسفل الظهر وتقطع في البول وآلام أثناء الجماع، ولن تتطور إلى أي مرض خبيث لا قدر الله أو ضعف في الإنجاب أو الانتصاب لكنها مشكلة مزعجة تأخذ حيز التفكير وللأسف العلاج ليس فعالاً 100 %، ونسبه نجاحه 70 % حتى إذا الشخص حل المشكلة يمكن أن تعود، وأفضل شخص يعالج هذه المشكلة في العالم في كندا اسمه البرتو مورانس، وعنده ما يقارب 300 بحث عن هذه المشكلة، وحتى عنده في عيادته نسبه النجاح لا تتجاوز 70 %.
وبين أن المشكلة الثانية تضخم البروستات، وهذه عادة تحدث عند كبار السن وسيلاحظ البعض ممن لديه رجل كبير في السن أن هناك مشاكل في التبول أو تقطع في البول وربما يقوم أربع مرات أو خمس مرات في الليل ولا ينام جيداً.أما مرض سرطان البروستات – حسب الدكتور رباح - هو مشكلة شائعة وإذا كشف عنها في مرحلة مبكرة يمكن السيطرة عليها موضحاً أن الهدف الرئيسي من كرسي أبحاث سرطان البروستات في مركز الأميرة جوهرة بنت إبراهيم في مستشفى الملك خالد الجامعي في جامعة الملك سعود، هو نشر الوعي الثقافي والصحي عند المرضى وعند المجتمع وعند الأطباء على حد سواء عن كيفيه الكشف المبكر لسرطان البروستات وبحث انتشار المرض هذا في السعودية ومعرفة هل هو فعلاً منتشر في مراحل متقدمه أو هو متوغل في مراحل مبكرة ونحن لا نعرف".
أما فيما يتعلق بالعقم، وهل هو منتشر في السعودية، وما هي أسبابه؟ فقد أجاب الدكتور رباح بالقول : "العقم عندنا منتشر أكثر من البلدان الأخرى، ورغم أنه لم تتم أي دراسات على مستوى السعودية، لكن يظهر لنا عن طريق دراسات صغيرة على مستوى الجامعات أو مجتمعات معينة أن نسبة انتشار العقم مشابهة للأرقام العالمية" ، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في تركيبة الأسرة السعودية فنجد الزوجين ينجبان ما بين أربعة إلى ثمانية أطفال وبعد ذلك نرى أنه يوجد عقم بينما في الغرب يكون الاكتفاء بطفل أو طفلين بالتالي لا يصلون إلى مرحلة يصبح فيها العقم مرضاً.
وحول ما يثار عن أن مياه التحلية لها آثار على المريض المصاب بالعقم، أجاب: "لم نحصل على إثبات علمي في السعودية أو خارجها يؤكد أن هناك علاقة ما بين الاثنين وكذلك الحال مع المشروبات الغازية، فالمشروبات الغازية لا تؤدي إلى أي ضعف جنسي مباشرة".
وأوضح أن بعض المرضى يشرب في اليوم الواحد الكثير من تلك المشروبات الغازية، وهذا طبيعي لا يؤدي فقط إلى ضعف جنسي بل يؤدي إلى السكر، والضغط العالي وإلى حصاة في الكلى، وهذه ممكن بدورها تؤدي إلى الضعف الجنسي وللأسف السعودية من أكبر الدول في العالم التي ينتشر فيها مرض السكري بنسبة تصل 25 % ونحن نعرف أن السكري سببه الرئيسي هو السمنة والوراثة وهو من الأسباب الرئيسية جداً في الضعف الجنسي.
واعترض الدكتور رباح على مقولة أن مشروع "أطفال الأنابيب"لم ينجح لدينا، مبيناً أن الموضوع كله يرجع إلى التوقعات، فقد أخطأ بعض الأطباء في كيفية تعليم المريض وتثقيفه عن توقعات محددة.

تسلمين ياوهج على الموضوع الجميل
دمتي بخير

» * يا المنادي في الطريق وش تبيع ؟
» الملك في الطائف الأسبوع المقبل
» بدء القبول إلكترونيا في جامعة الملك عبد الله
» موت الوفاء ( خالد الفيصل )
» الأمير خالد بن طلال يؤكد صدور قرار النائب الثاني بمنع عروض السينما وافتتاح مهرجان جده السينمائي غدا